أول عملة عربية

قبل ظهور أول عملة عربية ، كان العرب يتعاملون بالعملات البيزنطية والفارسية والدراهم الساسانية ، وكانت هذه المعلات هي العملات السائدة في جزيرة العرب قبل الإسلام واستمر العرب في استخدامها حتى بعد انتشار الإسلام في جزيرة العرب واستمرت تعاملات العرب بهذه العملات في البيع والشراء وفي كافة معاملتهم الحياتية ، وقد احتوت العملات البيزنطية على صور ملوك وأمراء بيزنطة زعلى مأثورات دينية مسيحية ، أما الدراهم الساسانية فقد احتوت على مأثورات فارسية وصور الملوك الساسانيين ورمز النار المقدسة ، وكان هناك محاولات عدة لإصدار عملة عربية وبدأت هذه المحاولات في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ولكن اكتملت أول محاولة لإصدار وتعريب أول عملة عربية في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 685، وتم أيضا تنظيم عملية صك وتوزيع العملات في عهد عبد الملك بن مروان . وتم اصدار أول عملة عربية وقد اطلق عليها اسم الدينار الأموي وكانت مصنوعة من الذهب ، وبعدها تم صك الدرهم الذي كان مصنوع من الفضة ، وتم اصدار هذه العملات في دمشق وقام عبد الملك بن مروان بتعريب اللغة ، وكانت هناك بعض المحاولات لإضافة طابع إسلامي على العملات التي يتعامل بها المسلمون ، وقد بدأت هذه المحاولات في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بعد فتح بلاد فارس ، وكانت هذه المحاولات لإضافة بعض المأثورات الدينية على العملات على الدراهم الساسانية وإجراء بعض التعديلات الصغيرة على الرموز الدينية على تلك العملات ، ولكن لم يتم تغيير الكثير في العملات البيزنطية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب واحتفظت هذه العملات بشكلها الأصلي ، فبدأت العملات تسك في عهد عمر بن الخطاب ولكن لم تتطور هذه العملات إلا في عهد عبد الملك بن مروان ليصبح للعملات دور خاصة بها وتكون تحت اشراف القضاة وتتبع السلطة الحاكمة . وتم صك أول دينار عربي إسلامي ليتم التعامل به دون العملات الأخرى ويتم الاستغناء عن كافة المأثورات الدينية المسيحية والصور والرموز الملكية التي كانت على الدينار البيزنطي ، واحتوى الدينار الأموي على المأثورات الدينية ومنها الشهادة وذكر سنة الصك للدينار وذلك في السنة 77من الهجرة ، وكان وزن الدينار الأموي 4.25 جرام من الذهب وكان يطلق على وزنه مثقال ، ثم تم اصدار أول درهم فضي سنة 78 هجرية وتضمن بعض العبارات القرآنية ومأثورات التوحيد مع ذكر سنة الصك بالإضافة إلى المدينة التي تم فيها الصك ، وكان وزن الدرهم الفضي 2.8 جرام من الفضة ، وتم في دار الخلافة صك وتوزيع العملات الإسلامية وبعد ذلك تم الأمر في مختلف الدول التابعة للخلافة ، وبعد ذلك كان الأمر يتم بإصدار الشكل الجديد للعملة في كل سنة هجرية وتوزيع وتداول الشكل الجديد للعملة في كل بلد تابعة للخلافة الإسلامية في الدولة الأموية . وكانت فكرة اصدار العملات العربية تأتي من فكرة الرغبة في عمل إصلاحات على العملات البيزنطية وغيرها من العملات التي يتعامل بها العرب ، وقد جاءت الإصلاحات باستبدال كل الرسومات والتصاوير على القطع النقدية مثل صور البشر والحيوانات والمأثورات المسيحية والفارسية ، واستخدمت الكتابة وصورة الخليفة وشهادة الإسلام بعد ذلك على العملات العربية الإسلامية ، وتمت إزالة صورة هرقل وولديه من على الدنانير ، وظلت تصك العملات العربية حتى نهاية وسقوط الدولة الأموية ، وقد أصبح الآن الدينار العربي من العملات النادرة التي لا تتواجد إلا في المتاحف والمراكز البحثية .