كيف نشأت فكرة العملة؟

كان البشر يتعاملون قديما بنظام المقايضة ، وكانوا قديما يقومون بتبادل البضائع والخدمات بخدمات أو سلع اخرى دون استخدام أي نقود ، وفي العصور البدائية لم يكن الإنسان بحاجة لأي نقود ، وكان الإنسان يكتفي بتبادل جزء من انتاجه مقابل السلع التي يحصل عليها من الآخرين ، ولكن زادت حاجة الإنسان إلى نظام يخدم مصالحه ولم تعد المقايضة تفيده بسبب انتقاله من مكان لآخر وزيادة التطور الحضاري وازدياد حاجات الإنسان وحاجة الإنسان إلى تقسيم العمل والانفراد بعمل معين يخصه ، فمع التطور برزت عيوب نظام المقايضة وظهرت أيضا صعوبات تعيق نظام المقايضة من أن تكون مناسبة ومقبولة لدي الجميع . فكان نظام المقايضة هو الطريق الذى مهد لظهور النقود ، وبدأ الإنسان يبحث عن مادة يتم بواسطتها تبادل السلع والخدمات وتقدر بها قيمة الأشياء وفي نفس الوقت يسهل التعامل معها ، وقد اختيرت النقود لتكون المادة النافعة الضرورية التي تسهل التعاملات بين الناس ، واصبحت النقود بعد ذلك ظاهرة اجتماعية ونشاط اقتصادي يصعب التخلي عنه ، واكتشف واتفق البشر أن المعادن هي الوسيلة الأفضل في التعامل ولإجراء التبادل فيما بينهم بدلا من نظام المقايضة وقد فضل استخدام الذهب والفضة في التعاملات لسهولة حملهم وتميزهم بالمتانة وامكانية ادخارهم دون أن يحدث لهم شيء وسهولة واعادة تشكيلهم ، وكل هذه المميزات للذهب والفضة جعلتهم يلقوا رواجا واستحسانا في التعاملات التجارية . ويقال أن أول من أنتج أول قطع نقدية في العالم هي اقليم ليديا ، وهو اقليم بآسيا الصغرى ، وتم صك النقود وصناعتها من الذهب والفضة وانتشرت هذه العملات عن طريق المدن الساحلية في إلى اليونان وتطورت على أيدي التجار ثم انتشرت في العالم ، وتم صناعة نقود اقليم ليديا لتأخذ طابع رسمي وتم ختمها بخاتم الدولة ، وكان ختم المعدن يتم بصورة رأس الملك وذلك للتعريف بالعملة كعملة قانونية ، وكانت قطع النقود تصنع واحدة بواحدة عن طريق سبائك معدنية يتم الطرق عليها بالشاكوش ليتم تشكيلها لتخرج قطعة نقدية يتم التعامل بها ، وظهرت أيضا بعض النقود المعدنية الإغريقية في اليونان . ثم ظهرت بعد ذلك النقود الورقية ، وكانت الصين من أول البلاد التي قامت بطبع أول عملة ورقية ، ونشأت فكرة صناعة النقود الورقية من خلال التجار الذين كانوا يسافرون كثيرا ويخافون على نقودهم الذهبية والفضية من الضياع أو السرقة ، فحلوا محل النقود المعدنية بوثائق خطية وهذه الوثائق تثبت ما يمتلكونه من مقدار من النقود ، فكانت تمثل هذه الوثائق الإثبات الذي يؤكد ما يمتلكه التجار من نقود ، وكانت هذه الورقة أو الوثيقة تعطى للتاجر الذى تتعامل معه ليستطيع أن يستلم المبلغ بعد ذلك ، ثم انتشر وتطور استعمال هذه الورقة فأصبحت تعطى لأي بائع أو مشتري ليكون استلام النقود في النهاية من المركز الذي تم ايداع النقود فيه ، وهكذا تم استخدام بعد ذلك أوراق البنكنوت في التعاملات كبديل للنقود المعدنية ، ثم ظهرت بعد ذلك النقود الورقية في بنك ستوكهولم عام 1660 بالسويد وكانت هذه أول بداية لشكل النقود الورقية في العالم ، ولم يتم صناعة النقود في أوروبا إلا في القرن الرابع عشر ، وكذلك انتشرت فكرة صناعة العملات بأنواعها الورقية والمعدنية وبعد ذلك تم زيادة بعض الخطوات والأساليب لحماية العملات من التزوير وتم انشاء البنوك حول العالم لحماية النقود بأنواعها وهكذا انتشرت فكرة النقود في العالم ويبقى لكل دولة نقودها الخاصة بها والتي تتميز بشكلها المميزعن الدول الأخرى وأيضا تختلف في القيمة .