الأزمة المالية العالمية؟

أثرت الأزمة المالية في العالم تأثير بليغ ويمكن أن تؤدى الأزمة المالية إلى الكساد والإفلاس وتهدد أيضا الاقتصاد بأكمله وتؤدى إلى انهياره وانهيار دول بأكملها ، وفي عام 2008 بدأت أزمة مالية عالمية وكانت الأزمة الأسوأ ، وبدأت الأزمة المالية أولا في الولايات المتحدة الأمريكية ثم بعد ذلك انتشرت في كل دول العالم لتشمل الدول المتقدمة ، وحتى الدول النامية قد أصيبت بأزمة مالية بسبب ارتباط اقتصادها باقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية ، وكانت نتائج الأزمة المالية العالمية وخيمة على الكثير من الدول وقد أثرت أيضا على الاقتصاد العالمي ككل . وعندما بدأت الأزمة المالية بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية في وول ستريت بسبب انهيار أسعار الأسهم ، وقد ظهرت أيضا مشاكل في الرهن العقاري والائتمان ، ووصل عدد البنوك التي انهارت في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2008 إلى 19 بنك ، وقد تمثلت أزمة الرهن العقاري في عدم قدرة المواطنين الأمريكيين على سداد ديونهم لشركات التمويل والبنوك ، وحدث ذلك بسبب منح قروض مبالغ فيها للمواطنين فلم يستطيع المواطنين تحمل هذه القروض وزيادة الفائدة على هذه القروض ، وكل ذلك لشراء المنازل والعقارات على آجال طويلة ومنح القروض للمواطنين ، ثم حدث انهيار في اسعار العقارات في الولايات المتحدة الأمريكية ثم حدث ذلك في دول أخرى في أوروبا . أما عن أزمة الائتمان فحدثت بسبب أزمة الرهن العقاري وذلك بسبب تورط البنوك في مشكلة مديونيات الرهن العقاري نتيجة تمويلها للقروض والتي لم تسد بعد أو لأن البنوك قد اشترت سندات الدين المرهونة بها ، فحدث في البنوك أزمة السيولة لأن البنوك ترفض اقراض بعضها البعض لإعادة تمويل بعضها البعض ، وتفقد البنوك الثقة في بعضها البعض لأن كل بنك يحاول اخفاء وضعه المالي ، ولم تجدى نفعا محاولات البنوك لحل مشكلة الائتمان البنكية في زيادة أوراق التأمين وسندات الدين المرهونة وأدوات مالية مرتبطة بتلك الديون وضخ الأموال لزيادة السيولة ومحاولة تسهيل الإقراض من البنوك ، ومع ظهور إفلاس في بعض من البنوك في أمريكا حدثت موجة ذعر في السوق الأمريكية ثم انتشرت هذه الموجة لتصيب الأسواق المالية العالمية والتي تشارك الأسواق الأمريكية في تعاملاتها واستثماراتها . وبجانب أزمة الائتمان والرهن العقاري كان هناك أيضا انخفاض في أسعار النفط والمواد الخام الطبيعية والصناعية ، ففي نهاية عام 2008 كان الفرد عاجز عن سد احتياجاته اليومية ، ووصلت أسعار المنتجات والمواد إلى أسعار لم تكن وصلت لها من قبل ، ويري البعض أن هناك عوامل أخرى قد ساعدت في اندلاع الأزمة المالية ومنها الفساد الإداري والمالي وظهور عمليات الاحتيال حول العالم ، ارتفاع أسعار الأسهم ، قلة الإنفاق في مجال التنمية ، التوسع في الإنفاق الاستهلاكي ، ومنح بطاقات ائتمان بدون رصيد . وكان لهذه الأزمة نتائجها المدمرة حول العالم ولكن كان تأثيرها الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية ، فقد انخفضت اسعار النفط والأسهم وانهارت الأسهم في العالم ، واعلنت الكثير من البنوك والمؤسسات عن افلاسها ، زيادة نسبة البطالة وفقد الكثير من وظائفهم وتراجع معدل دخل الفرد ، ارتفاع خسائر شركات التأمين ،وقد تراجعت التنمية الاقتصادية والاجتماعية حول العالم وقد أدى ذلك أيضا إلى انكماش النمو الاقتصادي العالمي وقد أثرت الأزمة المالية في الدول الأوروبية بعد ذلك والدول الآسيوية ولكن لم يكن تأثيرا مدمرا وقد حدثت أيضا خسائر في بورصات دول الخليج في نهاية 2008 وانخفضت معدلات النمو في مصر أيضا .